في السنوات الأخيرة، ظهرت العديد من العلاجات الحديثة التي تساعد مرضى السكري على التحكم في مستويات السكر في الدم بشكل أكثر فاعلية، ومن أبرز هذه العلاجات هي حقن مونجارو (Mounjaro)، والتي أصبحت خيارًا مبتكرًا وواعدًا للكثير من المصابين بداء السكري من النوع الثاني. فما هي هذه الحقن؟ وكيف تساعد في السيطرة على المرض؟
ما هي حقن مونجارو؟
حقن مونجارو تحتوي على المادة الفعالة تيرزيباتيد (Tirzepatide)، وهي تعمل بطريقة مزدوجة على مستقبلات هرموني GLP-1 وGIP، وهما هرمونان يساعدان في تنظيم نسبة السكر في الدم وتحسين الاستجابة للأنسولين بعد تناول الطعام.
تمت الموافقة على مونجارو من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، وهي تؤخذ عن طريق الحقن مرة واحدة في الأسبوع.
آلية عمل حقن مونجارو
تساعد حقن مونجارو في التحكم بالسكري من خلال عدة آليات متكاملة، تشمل:
1. تحفيز إفراز الأنسولين
عند ارتفاع مستوى السكر في الدم بعد تناول الطعام، تقوم المادة الفعالة في مونجارو بتحفيز البنكرياس على إفراز المزيد من الأنسولين، مما يساعد على خفض مستوى السكر.
2. تقليل إنتاج السكر من الكبد
مونجارو تعمل على تقليل كمية السكر التي ينتجها الكبد، وهو أمر مهم لمرضى السكري الذين يعانون من فرط في إنتاج الجلوكوز حتى أثناء الصيام.
3. إبطاء إفراغ المعدة
تعمل مونجارو على إبطاء عملية الهضم وإفراغ المعدة، مما يؤدي إلى تقليل سرعة امتصاص السكر في الدم، وبالتالي استقرار مستويات الجلوكوز.
4. تحسين حساسية الخلايا للأنسولين
تساعد حقن مونجارو الجسم على الاستفادة بشكل أفضل من الأنسولين، مما يقلل من مقاومة الأنسولين التي تُعد من أبرز مشاكل مرضى السكري من النوع الثاني.
الفوائد الأخرى لحقن مونجارو
إلى جانب دورها في خفض مستويات السكر في الدم، تقدم حقن مونجارو فوائد إضافية منها:
المساعدة في فقدان الوزن: أظهرت الدراسات أن المرضى الذين يستخدمون مونجارو فقدوا وزنًا بشكل ملحوظ، وهو عامل إيجابي في علاج السكري.
التحكم في الشهية: تعمل على تقليل الشهية وزيادة الشعور بالشبع، مما يساعد في تحسين العادات الغذائية.
تقليل خطر الإصابة بمضاعفات السكري: مثل أمراض القلب والكلى.
لمن تُستخدم حقن مونجارو؟
حقن مونجارو مخصصة للبالغين المصابين بمرض السكري من النوع الثاني، وتُستخدم كجزء من خطة علاجية متكاملة تشمل النظام الغذائي والتمارين الرياضية، وقد تُستخدم مع أدوية أخرى حسب توصية الطبيب.
ملاحظة: لا تُستخدم مونجارو لعلاج السكري من النوع الأول أو مرضى الحماض الكيتوني السكري.
الآثار الجانبية المحتملة
رغم فعاليتها، قد تسبب مونجارو بعض الآثار الجانبية مثل:
غثيان
إسهال أو إمساك
ألم في المعدة
فقدان الشهية
وتزول هذه الأعراض غالبًا مع التكيف على العلاج، ولكن يجب مراجعة الطبيب في حال ظهور أعراض شديدة أو مستمرة.
الختام
حقن مونجارو تمثل نقلة نوعية في إدارة داء السكري من النوع الثاني، بفضل آليتها الفريدة وتأثيرها الإيجابي في خفض مستويات السكر والوزن. ومع ذلك، فإن استخدامها يجب أن يتم تحت إشراف طبيب مختص، مع الالتزام بنمط حياة صحي ومتوازن للحصول على أفضل النتائج.
